قال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش إنه فكّر في إصدار الأمر للقوات الأمريكية بشن هجوم على موقع يشتبه في أنه موقع نووي في سوريا بناء على طلب اسرائيلي عام 2007 لكنه في النهاية اختار ألا يفعل.
ودمرت إسرائيل المنشأة بنفسها في النهاية، بينما نفت سوريا أنها كانت ترمي الى تطوير قدرة نووية عسكرية.
وفي مذكراته التي تحمل عنوان "لحظات القرار" وتطرح للبيع الثلاثاء 9-11-2010 يقول بوش إنه بعد وقت قصير من تلقيه تقريراً من المخابرات عن "منشأة مريبة مخفاة بشكل جيد في صحراء سوريا الشرقية" تحدث الى رئيس الوزراء الاسرائيلي حينها إيهود أولمرت.
"اقصفهم يا جورج"
ويقول الكتاب الذي حصلت رويترز على نسخة منه إن أولمرت قال لبوش "جورج إنني أطلب منك أن تقصف المجمع".
ويقول بوش إنه ناقش الخيارات مع فريقه للأمن القومي وكتب يقول إنه قد جرى التفكير في عملية قصف "لكن قصف دولة ذات سيادة دون تحذير أو إعلان أو تبرير سيؤدي الى رد فعل حاد".
كما جرت مناقشة توجيه ضربة سرية لكن دخول فريق سري الى سوريا وتدمير الموقع والعودة دون أن يكتشفه أحد اعتبر مخاطرة كبيرة.
وتلقى الرئيس الامريكي السابق تقييماً من المخابرات من مايك هايدن الذي كان في ذلك الوقت رئيساً لوكالة المخابرات المركزية الامريكية الذي قال إن المحللين كانت لديهم ثقة عالية بأن المنشأة كانت تضم مفاعلاً نووياً لكنهم أقل ثقة بوجود برنامج أسلحة نووية سوري.
ويقول بوش إنه قال لأولمرت "لا يمكنني أن أبرر هجوماً على دولة ذات سيادة ما لم تقف وكالات المخابرات عندي لتقول انه برنامج أسلحة".
وأمر بوش قواته بغزو العراق عام 2003 بناء على معلومات مخابرات تفيد بامتلاك النظام العراقي لأسلحة دمار شامل، وهو ما لم يعثر عليه في العراق حتى اليوم.
وشعر أولمرت بخيبة الأمل بسبب قرار بوش باقتراح استراتيجية تستخدم الدبلوماسية مع التهديد باستخدام القوة للتعامل مع سوريا بشأن المنشأة المشتبه بها.
أولمرت لبوش: "سياستك مزعجة"
ويقول الكتاب إن أولمرت قال لبوش "سياستك مزعجة جداً لي".
وينفي بوش ما شاع في ذلك الوقت انه أعطى إسرائيل "الضوء الأخضر" لشن الهجوم على المنشأة.
وكتب بوش يقول: "رئيس الوزراء أولمرت لم يطلب ضوءاً أخضر ولم أعطه ضوءاً أخضر، لقد فعل ما حسب أنه ضروري لحماية اسرائيل".
وفي القدس رفض مكتب أولمرت التعليق على ما جاء في مذكرات بوش.
ولم تؤكد اسرائيل رسمياً على الإطلاق شنها للهجوم كما لم تؤكد استهدافها لمنشأة نووية وكانت حكومة اولمرت تسعى لإجراء محادثات سلام غير مباشرة مع سوريا في هذا الوقت.
لكن أولمرت الذي استقال بسبب فضيحة فساد في 2008 كشف الحجاب حين تحدث عن "عملية جريئة" أمر بها رغم معارضة خصمه ايهود باراك الذي كان حينها وزيراً للدفاع كما هو الآن.
وفي فيينا حذرت الولايات المتحدة سوريا من أنها قد تواجه إجراء يتخذه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة اذا لم تسمح دمشق لمفتشي الوكالة بالدخول الى أنقاض الموقع المشتبه في أنه كان موقعاً نووياً ومر ما يقرب من عامين على آخر مرة سمحت فيها سوريا لمفتشي الوكالة بزيارة الموقع.
وقال بوش إن تنفيذ أولمرت للضربة ضد المنشأة السورية عوض الثقة التي فقدها لدى الاسرائيليين خلال حرب 2006 ضد حزب الله في لبنان والتي يرى بوش أنها انتهت بنتيجة متباينة.
وأضاف أن ديمقراطية لبنان الشابة خرجت من الصراع أكثر قوة لأنها تحملت الاختبار لكن "النتيجة بالنسبة لإسرائيل كانت متباينة".
وكتب بوش يقول إن الحملة العسكرية التي قامت بها اسرائيل أضعفت "حزب الله وساهمت في تأمين حدودها وفي الوقت نفسه فقد كلف الأداء العسكري المهتز الإسرائيليين مصداقيتهم الدولية".