حبايب سوريا مالك ومؤسس منتدى حبايب سوريا
العمل/الترفيه : مساهمة في المواضيع المنتدى المزاج : طبيعي
| موضوع: ليلة القدر خير من ألف شهر 27.08.11 3:41 | |
| يمثل شهر رمضان المبارك مظهراً لوحدة المسلمين حيث يجمع شملهم ويوحد كلمتهم ويصلهم بدينهم هداية وعملاً ويربطهم بكتاب ربهم تلاوة وتدبراً وبهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم إقتداءً وتأسياً فضلاً عن ذلك كله هو شهر العبادة التي احتفظت بقدسيتها فأضافها الله جلَّ وعلا إلى ذاته العلية دون جميع العادات.
ففي هذا الشهر هناك ليلة مباركة هي ليلة القدر التي أنزل القرآن إلى البيت المعمور جملة واحدة وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي هذه الليلة يقدر فيها الآجال والأرزاق وكل أمر يحدث من موت أو حياة أو خصب أو جدب أو خير أو شر كما قال الله تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم إلى قوله: تنزل الملائكة والروح فيها... وقوله تعالى: ليلة القدر خير من ألف شهر.
والمراد بليلة القدر، هو التقدير، فهي ليلة التقدير يقدر الله فيها حوادث السنة من هذه حتى تصل الليلة الأخرى من السنة المقبلة يقدر فيها الموت والحياة والرزق والسعادة والشقاء، كما يدل على ذلك قوله تعالى: فيها يفرق كل أمكر حكيم أمراً من عندنا... إنا كنا مرسلين رحمة من ربك.
فقد قال سبحانه وتعالى في هذه الليلة: إنا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خير من ألف شهر* ...تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر*... سلام هي حتى مطلع الفجر.
والمعروف أنه في هذه الليلة يستجاب الدعاء والاجتهاد في العبادة وأنواع الخير والصدقات والزكاة، وفيها يغفر الله الذنوب والمعاصي ويقبل الطاعات.
وعن أبي عبدالله قال: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض» فغرّة الشهور شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر» .
وقد ترددت هذه الليلة المباركة بين ثلاث (19 و 21 و 23 و 25 و 27 و 29) فعن حماد بن عثمان عن حسان أبي علي قال: «سألت أبا عبدالله، عن ليلة القدر قال: أطلبها في تسع عشرة وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين».
وفي دعاء الحسن بن علي رضي الله عنه في ليلة القدر يقول: «يا باطناً في ظهوره ويا ظاهراً في بطونه ويا باطناً ليس يخفى ويا ظاهراً ليس يرى يا موصوفاً لا يبلغ بكينونته موصوف ولا حد محدود... ويا غائباً غير مفقود ويا شاهداً غير مشهود يطلب فيصاب... ولم يخل منه السموات والأرض وما بينهما طرفة عين، لا يدرك بكيف ولا يؤين بأين ولا بحيث أنت نور النور ورب الأرباب أحطت بجميع الأمور سبحان من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره...» .
والواقع إن هذه الليلة الكريمة (27) رمضان ينبغي أحياؤها... والتعبد خلالها فقد قال الصحابة رضوان الله عليهم: «من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه... ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار...
وفي هذه الليلة الكريمة... من أدى صلاته وصيامه وطاعة الله... فقد كتبت له براءة من النار وجوازاً على الصراط وأماناً من العذاب ودخل الجنة بغير حساب... ويجعل فيها من رفقاء النبيين والصدقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً...
إنها ليلة مجيدة وكريمة... فما أحرانا أن نحييها... بالعبادة وبالدعاء والاستغفار وقراءة القرآن... لأنها طبيعة هذا الشهر تجتمع فيه الطهارة بأيامه ولياليه، وبخاصة ليلة... فإذا كانت الشهور كلها شهور الله فإن رمضان أفضلها وأكرمها وبخاصة ليلة القدر الذي يتأمل الصائم من خلالها أهمية الصيام في هذا الشهر الذي يملأه نعمة الإيمان والتقوى. | |
|